الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية لأوّل مرّة: تونس تشرع في صناعة أدوية مرض السرطان بتكلفة 27 مليون دينار

نشر في  11 جوان 2015  (08:29)

من المنتظر أن يتمّ موفى العام الجاري الشروع في تسويق أدوية تونسية الصنع مستخدمة في علاج الأمراض السرطانية، وقد أعلنت امس مخابر "سيتوفارما" عن استكمال بناء الوحدة الصناعية الجديدة في زغوان وبدء تصنيع أدوية علاج مرض السرطان الذي يتسبب سنويا في وفاة ما لا يقلّ عن 8 آلاف شخص.

يُشار إلى أنّ تونس تنفق سنويا نحو 270 مليون دينار لاستيراد أدوية مرض السرطان.

27 مليار كلفة المشروع

واستنادا إلى ما أكده رئيس مدير عام "مخابر سيتوفارما" علي شطورو، فإنّ الوحدة الصناعية تحصلت على ترخيص من وزارة الصحة، وستعمل على تحقيق حاجيات كافة السوق التونسية. وسيتمّ في مرحلة أولى تصنيع نحو مليون علبة دواء على أن يتمّ بحلول سنة 2020 تصنيع كافة أنواع الأدوية.

وأضاف المتحدث أنّ السوق التونسية تُواجه في بعض الحالات نقصا في عدد من الأدوية كما أنّ الصيدلية المركزية تُواجه في حالات متعدّدة صعوبات في استيراد الأدوية.

وقُدّرت كلفة المشروع الذي دخل حيز الاستغلال 27 مليون دينار، و يُعتبر الوحيد في إفريقيا.

من جانبها، أفادت المدير التقني عائدة شاكير لـ "افريكان مانجر" أنّ أدوية علاج مرض السرطان المصنعة في تونس ستكون مطابقة للمواصفات العالمية، وستُساهم في تقليص الضغوطات المالية المسلطة على المجموعة الوطنية لاستيرادها من الخارج.

14 ألف إصابة جديدة

وتُشير الأرقام إلى أنّ تونس تعد سنويا 14 ألف حالة إصابة جديدة بمرض السرطان مقابل 14 مليون حالة سنويا في العالم، كما تؤكد إحصائيات منظمة العالمية أنّ العدد مرشح للارتفاع سنة 2020 ليبلغ حوالي 20 مليون حالة.

وتبين الحالة الوبائية فى تونس أن عدد الحالات الجديدة للامراض السرطانية قارب 6600 حالة فى سنة 2014 من بينها 3694 حالة فى صفوف الذكور و2900 حالة جديدة عند الاناث وذلك حسب وثيقة لادارة الرعاية الصحية الاساسية التابعة لوزارة الصحة.

ويمثل سرطان الرئة من أكثر الحالات الجديدة للأمراض السرطانية فى صفوف الرجال بتسجيل 1631 حالة تليه 814 حالة اصابة بسرطان المثانة فى حين احتل سرطان الثدى المرتبة الاولى عند المرأة ب 1826 حالة جديدة فسرطان القولون فى المرتبة الثانية ب572 حالة جديدة.

يشار الى ان الخطة الوطنية لمكافحة السرطان التى بادرت تونس باطلاقها منذ سنة 2002 بهدف التقليص من نسبة الوفيات الناجمة عن هذا المرض تتضمن جملة من المحاور من أهمها تعزيز التشخيص المبكر لسرطان الثدى وسرطان عنق الرحم وتعزيز الوقاية الأولية من خلال مكافحة التدخين والنهوض بالتغذية السليمة وتشجيع النشاط البدنى المنتظم فضلا عن توفير العلاج التلطيفى والعناية بالجانب النفسانى وتكوين أعوان الصحة وتوفير المختصين الاكفاء.

الواردات تناهز 250 مليار

ويعد تصنيع هذا الصنف من الأدوية أكبر التحديات المطروحة أمام الصناعة الدوائية في الظرف الراهن في خضم الكلفة الباهضة للواردات التي تعادل نحو 250 مليون دينار سنويا من جهة وبلوغ الصناعة الوطنية مرحلة النضج بما يسمح لها بخوض مجالات جديدة من جهة ثانية.

يذكر أن الصناعة الدوائية في تونس تعتبر من أبرز الصناعات الصاعدة على الصعيد العالمي حيث تحقّق رقم معاملات يناهز 1500 مليون دينار سنويا منها 60 مليون دينار تتأتّى من التصدير إلى عديد البلدان الإفريقيـة والمغاربيــة والأوروبيــة ومنها فرنسا.

كما تجدر الإشارة إلى أنّ هذا القطاع الذي يوفّر نحو ٪50 من احتياجات الدواء في تونس قد سجل في السنوات الأخيرة تباطؤا على مستوى نسق نمو التصدير نتيجة تراجع نشاط التصدير المنظم نحو السوق الليبية في خضم الأوضاع التي يمر بها هذا البلد الشقيق.